23 ‏ عالما من الفائزين بنوبل يتحدثون

‏عقد
بجزيرة لينداو بجنوب ألمانيا واحدا من أهم الاجتماعات العلمية يحضره‏600‏
من شباب الباحثين من‏66‏ دولة بجانب أكثر من‏60‏ محرر علمي من جميع أنحاء
العالم للاستماع إلي‏23‏ عالما من الفائزين بجوائز نوبل في الكيمياء
ومناقشتهم في نتائج أبحاثهم‏,‏ وذلك في إطار تقليد متكرر للعام التاسع
والخمسين علي التوالي يلتقي فيه الصحفيون بأكبر عدد ممكن من العلماء
الفائزين بنوبل في أحد فروع العلم‏.‏

دار الموضوع الرئيسي للمحاضرات
والمناقشات هذا العام حول دور محفزات التفاعلات الكيميائية في جعل المواد
الخاملة تتفاعل مع بعضها البعض بسرعة وبفاعلية أكبر للمساعدة في إنتاج
مختلف المواد بتكلفة قليلة وبدون الإضرار بالبيئة‏,‏ وتعد هذه المحفزات
مفاتيح تكنولوجية لتخفيض التقارن المضاد في موارد الطاقة المنتجة من الوقود
الأحفوري كالفحم والبترول‏.‏ ويواكب هذا الاجتماع ـ كما يقول كريستيان راب
المدير المنظم للقاء السنوي ـ مرور قرن كامل علي فوز عالم الكيمياء
الألماني ويلهيلم أوستولد بجائزة نوبل عام‏1909‏ واعترافا بدوره في وضع
الأسس العلمية للمحفزات الكيميائية‏.‏ ومن المعروف أن هناك‏3‏ علماء فازوا
بنوبل عن أبحاثهم في مجال المحفزات الكيميائية منذ عام‏2001‏ حتي الآن‏.‏
ومن أبرز العلماء المتحدثين في هذه القضية روجي نويوي‏,‏ وروبرت جروبس‏,‏
وريتشارد شروك‏,‏ وجرهارد إرتل‏.‏ كذلك تتناول مناقشات العلماء دور
الكيمياء في تطوير أنواع جديدة ومتجددة من الطاقة‏.‏

ومن المعروف أن
حوالي‏80%‏ من المنتجات الكيميائية بدءا من اللدائن وألياف النسيج إلي
الأدوية ومستحضرات التجميل تنتج اليوم بمساعدة المحفزات‏,‏ وبدونها تتم
معظم التفاعلات الكيميائية ببطء شديد‏,‏ وحتي يتم التفاعل الكيميائي‏,‏ يجب
أن تكسر الروابط الكيميائية الموجودة بين بعض الذرات‏,‏ ولحدوث ذلك تحتاج
المواد الداخلة في التفاعل إلي طاقة‏.‏ وتشكل ما يعرف باسم طاقة التنشيط
نوعا من العوائق أمام المواد الداخلة في التفاعل وتمنعها من التفاعلات
السريعة فيما بينها‏.‏ وما تفعله المحفزات هو التقليل بشكل كبير من ارتفاع
هذا العائق‏.‏

ويذكر الدكتور ويلهلم أوستولد في أبحاثه أن المحفز هو
المادة التي تزيد من سرعة التفاعل الكيميائي دون أن يتأثر هو نفسه
بالتفاعل‏,‏ وفي هذا المجال تعمل المحفزات أساسا علي إيجاد معبر آمن فوق
عائق الطاقة تكون قمته أعلي كثيرا من المواد الداخلة في التفاعل‏.‏ وبينما
تستغرق بعض التفاعلات التي تترك وشأنها دون محفز فترة طويلة قد تصل إلي عدة
أشهر‏,‏ فإنها تتم بفضل المحفزات خلال دقائق معدودة‏.‏ ومن المعروف أنه في
نفس العام الذي فاز فيه العالم الألماني بجائزة نوبل‏,‏ ساهمت أبحاثه في
التعجيل بتطوير عملية تحفيزية تسمح بقنص ذرات النيروجين من الهواء وإتحادها
مع ذرات الهيدروجين لإنتاج الأمونيا‏,‏ وكما ساهم التعاون بين العالمان
فريتز هيربر الفائز بنوبل‏1918‏ عام‏,‏ وكارل بوش الفائز بنوبل عام‏1931‏
في تسهيل إنتاج المفرقعات‏,‏ فإنه حل واحدة من أكبر المعضلات التي واجهت
البشرية في ذلك الوقت‏,‏ وهي التحدي الخاص بتأمين موارد كافية من الغذاء
للأعداد المتزايدة من السكان‏,‏

فمع السنوات الأولي من القرن
العشرين‏,‏ بدأت تنتشر المصادر الطبيعية للنيتروجين المستخدمة في
الأسمدة‏,‏ وبينما كان بعض العلماء يحذرون من مجاعة كبري يمكن ان تواجه
العالم,‏ ظهرت الأمونيا المنتجة كيميائيا بمساعدة المحفزات لتصبح أساسا
للأسمدة المنتجة صناعيا‏,‏ وبدون الاستفادة بعملية‏'‏ هيربر‏-‏بوش‏'‏ في
إنتاج أكثر من‏100‏ مليون طن من الأسمدة الأزوتية
سنويا‏,‏ لما وجد سكان
العالم الآن ما يأكلوه‏

شكرا بارك الله فيك silent