نم يا صغيري إن هذا المهد يحرسه الرجاء
من مقلة سهرت لالام تثور مع المساء
فأصوغها لحنا مقاطعه تأجج في الدماء
أشدو بأغنيتي الحزينة ، ثم يغلبني البكاء
وامد كفي للسماء ....لاستحث خطى السماء
نم .لا تشاركني المرارة والمحن
فلسوف أرضعك الجراح مع البن
حتى انال على يديك منى وهبت لها الحياة
يا من رأى الدنيا ،ولكن لن يرى فيها أباه
ستمر أعوام طوال في الأنين وفي العذاب
وأراك يا ولدي قوي الخطو موفور الشباب
تأوى إلى أم محطمة مغضنة الإرهاب
وهناك تسألني كثيرا عن أبيك ، وكيف غاب
هذا سؤال يا صغيري قد أعد له الجواب
فلئن حييت فسوف أسرده عليك
أو مت فانظر من يسر به إليك
فإذا عرفت جريمة الجاني وما اقترفت يداه
فانثر على قبري وقبر أبيك شيئا من دماه
غدك الذي كنا نأمل ان يصاغ من الورود
نسجوه من نار ومن ظلم تدجج بالحديد
فلكل مولود مكان بين أسراب العبيد
المسلمين ظهورهم للسوط في أيدي الجنود
والزاكمين أنوفهم بالترب من طول السجود
فلقد ولدت لكي ترى أذلال امة
غفلت فعاشت في دياجير الملمة
مات الأبي بها ، ولم نسمع بصوت قد بكاه
وسعوا إلى الشاكي الحزين فالجموا بالرعب فاه
أما حكايتنا فمن لون الحكايات القديمة
تلك التي يمضي بها التاريخ دامية أليمة
الحاكم الجبار...والبطش المسلح ،والجريمة
وشريعة لم تعترف بالرأي أو شرف الخصومة
ما عاد في تنورها لحضارة الإنسان قيمة
الحر يعرف ما تريد المحكمة
وقضاته سلفا قد ارتشفوا دمه
لا يرتجى دفعا لبهتان رماه به الطغاة
المجرمون الجالسون على كراسي القضاة
حكموا بما شاءوا وسيق أبوك في أغلاله
قد كان يرجو رحمة للناس من جلاده
من كان يرحمه الإله يخون حب بلاده
لكنه كيد المدل بجنده....وعتاده
المشتهي سفك الدماء على ثرى رواده..
كذبوا وقالوا عن بطولته خيانة
وأمامنا التقرير ينطق بالإدانة
هذا الذي قاله عنه غدا يردد عن سواه
ما دمت أبحث عن أب فب البلاد ولا أراه ...
هو مشهد من قصة حمراء في أرض خضيبة
كتبت وقائعه على جدر مضرجة رهيبة
قد شادها الطغيان أكفانا لعزتنا السليبة
مشت الكتيبة تنشر الاهوال في إثر الكتيبة
والناس في صمت ،وقد عقدت لسانهم المصيبة
حتى صدى الهمسات غشاه الوهن
لا تنطقوا .. .. ..إن الجدار له أذن
وتخادلوا ، والظالمون نعالهم فوق الجباه
كشياه جزار.. ..وهل تستنكر الشياه الذبح ؟
لا تصغ يا ولدي إلى ما لفقوه ورددوه...
من أنهم قاموا إلى الوطن فحرروه
لو كان حقا ذاك ما جاروا عليه وكبلوه
ولما رموا بالحر في كهف العذاب ليقتلوه
ولما مشوا للحق في وهج السلاح فاخرسوه
هذا الذي كتبوه مسموم المذاق
لم يبق مسموعا سوى صوت النفاق
صوت الذين يقدسون الفرد من دون الإله
ويسبحون بحمده .ويقدمون له الصلاة.