قطار الحياة........................

هَا .. ؟ !تقولُ اليومَ يومُ
الجُمعة !!
نعم يا ابنتي ، هيّا سَاعديني في
البحثِ عن بعضِ حاجياتيِ ..
أكادُ أتأخرُ عن الصّلاةِ ..!
الصّلاة ؟! أيّ صلاة ؟! كم الساعة يا أبي ..؟
قومِي يَا ابْنتي ، فاتكِ التّبكير والتّكبير !
ألقي عنكِ هذا الغطَاء وهبّي إلى السّجادْ.. !

مَا أسرعَ قِطارَ الزمنِ .. !
بالأمسِ كنتُ صبيّةً يافعةً ، نحيفَة القِوامْ ، ليّنة
الكلامْ ..
أقْصى مَا يهُمّنِي هو لُعبتي ..
واليومَ ، أجدُنـِي أمضي نحوَ استِكمالِ العقدِ الـسّابعْ عشَر من عُمُري ،

ولا أثرَ .. !
غداً أصْبِحُ خبراً
ينقلهُ الحاضِر للغائبِ ، غداً تنتحرُ اللحظة الأخيرةُ
..

وهكذاَ ينتهي
كلّ شيءْ .. !

الجُمعة تعقبُها الجُمعة ، والشّهرُ يعقبه الشّهر ، والسّنة
تتلوهاَ السّنةْ .. !
ودقّاتُ قلبِ المرءِ بالمرصادِ تُنوّعُ له الإيقاعْ ..
شيءٌ ما بداخِلكَ ، بحجمِ قبضةِ يدِكَ ، ينبِضُ في الدقيقةِ سبعينَ نبضةْ..
كلّ نبضةٍ تغورُ في تجاويف أعماقكِ ، تمضِي تصدَحُ ـ
" الله الله " !

شَيْءٌ مَا يُحيطُ بكَ ، يلفّكَ على بعضكَ ، خيوطُ الذّهب الأولى تتطاولُ من بعيدْ..
تتنَادى على كويكبَاتِ السّماء ..تقتربُ منهاَ ، تطمِسُ وميضهاَ ..
هاهيَ ذِي –عُنوةً-
تقتحمُ بيتكْ ، تطرقُ جَفنكْ .. أنا يومٌ جديد !

اليومَ يكونُ قدْ مضى من عُمركَ شطْرهْ ، لمْ يبْقَ لكَ إلا القليلْ !

سيّدي !

قمْ ، وانفِض
الغُبَار عنْك ، فخلفَك قافلةُ تسيرْ !
هيّا ، تقدّم ، من ذاك الكتابْ تقدّم ، أحسنتَ !
تابِعِ المسيرْ ..

اليومَ ، أنتَ تعيش الرّبعَ الأخـيرْ .. !
خذ هذهِ الحجارةَ الصّماءْ ، أمامكَ مِلّاطٌ من حديدْ ..
وهناكَ مكانٌ لصرحٍ ينتظرُ التّشييد .. !

كم تبقّى لكْ ؟! ثلاثُ
نبضاتٍ ، ويُطوى المجدُ التّليد ..

إثنانْ ..
واحدٌ ..
صفرْ.. !

ماتَ
ذاكَ الرّجلُ الرّشيد !