هكذا تحكمنا الحياة

عندما رحت أقلب
صفحات عمري..وجدت نفسي أتوقف عند لحظات جميلة..ازدانت بها تلك الصفحات..
وكأنها زهور
الربيع تلون البستان بألوانها الزاهية..لحظات مرت لكنها تركت أثرا لا
يمحى..أثرا جميلا..
رسمت بسمة
العمر..أصحابها كانوا سبب سعادتي فيها..كانوا لحن الفرح على أوتار حياتي..
ونغمة الأمل
على
مسامعي..تحارب اليأس..وتدفع الأحزان..
*~.*~.*~.*~.*~.*~.*~.*~.*~.*~.*~.*~
توالت
الأيام..ورحل الأحباب..وتفرق الأصحاب.. وبدأت أنغام الحزن تعلو على ألحان
الفرح..ولحظة
الفراق..تلمع
العينان..وتخفي كلاما تملؤه آلام..تنظر للأحباب بنظرة حزينة يملؤها
الرجاء..لا تذهبوا .. فقد
كنت بكم واحة
غناء..من سيرويني بعدكم .. من سيحييني إن رحلتم ..
*~.*~.*~.*~.*~.*~.*~.*~.*~.*~.*~.*~
لكن.. لمن
ستحكي.. فات الأوان .. لن يفيد هذا الكلام .. لقد رحلوا .. لم ينظروا إلى
الوراء.. ركظت
خلفهم.. حاولت أن
تتشبث بهم.. أن تمنعهم من الرحيل.. لكن وفي لحظة ما .. كلما شعرت به هو
اختفائهم..
لم تعد عيناك
تراهم..نظرت بين يديك..وأنت تقول .. لقد أمسكتهم..فأين ذهبوا..ماذا حدث
لهم.. فتجيبك الأيام..
لقد أخذتهم.. عش
على ذكراهم الآن..وعندما نظرت خلفي..مرت صورهم أمامي..كأنهم هنا الآن..
ضحكاتهم..
همساتهم..مزاحهم..وحننت
لتلك الذكريات..
*~.*~.*~.*~.*~.*~.*~.*~.*~.*~.*~.*~
صرخت أناديهم
بأعلى صوتي..فلم أسمع لهم ردا أو جواب..وانهمرت الدموع و خنقت صوتي الأحزان
..
وأثقلتني الهموم
.. فأين هم..وأين رحلوا.. ألم يسمعوني.. ألم يسمعوا صوتي.. ألم يشعروا
بي..أنا أحتاجهم الآن
.. وعندها أدركت
أن هذه هي حال الحياة.. تعطيك حلوا و تجعلك تستمتع بطعمها .. ثم تسقيك مرا
لتأخذ ثمن الأفراح.. حملت نفسي وبدأت أكمل طريق الأيام..علني ألقى أحدهم
على هذه الطرقات..