إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عن أبي حاتم المزني قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ".
قالوا: يا رسول الله، وإن كان فيه؟ قال: " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ثلاث مرات "، [سنن الترمذي النكاح (1085)]

قال الله تعالى : " وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " [النور:32]

الأيامى وهم : من لا أزواج لهم ، من رجال ونساء.

وقوله : " إن يكونوا فقراء "

قال أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه: أطيعوا اللّه فيما أمركم به من النكاح،
ينجز لكم ما وعدكم من الغنى، قال تعالى: {إن يكونوا فقراء يغنهم اللّه من
فضله}،

وعن ابن مسعود التمسوا الغنى في النكاح، يقول اللّه تعالى: {إن يكونوا فقراء يغنيهم اللّه من فضله}،

وعن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "ثلاثة حق على اللّه عونهم: الناكح يريد العفاف، والمكاتب يريد الأداء، والغازي في سبيل اللّه" (رواه أحمد والترمذي والنسائي)

فلا يمنعكم ما تتوهمون ، من أنه إذا تزوج ، افتقر بسبب مصاريف العائلة
ونحوه . وفيه حث على التزوج ، ووعد للمتزوج بالغنى بعد الفقر ، فالله كثير
الخير عظيم الفضل سبحانه .

والغالب
في مجتمعنا أنه إذا تقدم أحد لطلب يد امرأة، فإن أهل المرأة يسألون عن
عمله ودخله وكيف سينفق على أهل بيته و.... وفي الأخير يسألون - على الأقل
بعضهم- عن دينه وخلقه وهذا ما لا يمت للشرع بصلة

أعرف أننا نقول أنه لا يمكننا فعل شيء حيال ذلك، لكن أنا أقول لكم يمكن
لمن اقتنع بهذا الكلام أن يخبر ولي أمره بذلك ، فمثلا يمكن للفتاة أن تطلب
من وليها أنه في حالة ما تقدم لها أحد أن يسأل عن دينه وخلقه أولا وقبل كل
شيء ، فإن رضي بدينه وخلقه لا يرده مهما كان دخله وعمله و ...

انظر الملفات المرفقة

وأنا لا أعني أنه لا يجوز أن يسأل ولي المرأة عن أمور غير الدين والخلق،
وإنما قصدت أنه لا يصح لهم أن يتخذوا قرارهم (سواء كان قبولا أو رفضًا)
استنادًا إلى غير الدين والخلق

والله ورسوله أعلم

قال تعالى : " إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون " [النور: 57]

ويقول تعالى :" وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً " [الأحزاب:36]

أسأل الله أن يجعلنا من عباده الصالحين وأن يرزقنا الأزواج الصالحين